البرامج الغذائية للاعبين المحترفين أو المشاركين في المنافسات
يعتقد الكثيرون بأن تصميم برنامج غذائي للاعب محترف هو عبارة عن حساب السعرات الحرارية والقيم الغذائية ومن ثم توزيعها على الوجبات خلال اليوم، وهذا الاعتقاد سبب رئيسي بأن الاعب لا يرى التطور المطلوب في ادائه، بل وفي كثير من الأحيان تتدهور الحالة الصحية له بشكل شديد وصولا لظهور أعراض اكلينيكية تستدعي التدخل الطبي لحل المشكلة
والسبب في عدم توافق البرنامج مع الاعب بسيط جدا، وهو أن الكثيرين يزودون الاعبين بأرقام غير حقيقة للغذاء، فهناك فرق بين الطعام والغذاء! فالطعام هو كل شيء من الممكن تناوله له ملمس ولون ورائحة وطعم، لكنه فقير بالقيم الغذائية، والعكس صحيح بالنسبة للغذاء. فعند تزويد الاعب بالكميات المطلوبة منه تناولها خلال اليوم، فإن أول سؤال يجب ان يسأله الاعب، هل هذه الكميات وزن الأكل على الميزان أم قيمة حقيقية للغذاء؟
في الآونة الأخيرة، قابلت العديد من الاعبين الذين يعانون من مشاكل مختلفة، سواء اضطرابات الجهاز الهضمي أو اضطرابات النوم، او شعورهم بالجوع المتكرر والكسل والخمول والصداع ونقص بالفيتامينات والمعادن وغيرها الكثير، وعند التعمق بالحديث معهم لمعرفة نمط الغذاء، اكتشفت وبدون مبالغة بأن ٨٠٪ منهم يعانون من تدني في مستوى الطاقة المستهلكة من الغذاء وفقر برامجهم بالقيم الغذائية، مما يسبب لهم الأعراض التي ذكرتها أعلاه، حيث انها تبدأ بالظهور من الأسبوع الثالث أو الرابع من اتباعهم للنظام
أن تصميم برنامج غذائي للاعب رياضي محترف أو شبه محترف يشارك في منافسات ويطمح بالحصول على مراكز وأرقام قياسية هو من تخصص أخصائي التغذية الرياضية، حيث أن جسم المحترف مختلف كل الاختلاف عن اجسامنا من حيث كفاءة الأعضاء الداخلية كالقلب والجهاز التنفسي وكفاءة عمل الانزيمات والمستقبلات، فيجب على الاعب أن يكون حذرا عند اتباعه لبرنامج غذائي بحيث ان يكون هذا البرنامج مناسب لنوعية تدريباته ورياضته المحددة ومبني على حساب VO2 MAX المعدل الأقصى لاستهلاك الأكسجين
Non-exercise Activity thermogenesis وكمية الطاقة المبذولة في الأنشطة غير الرياضية
Energy Expenditure وحساب الطاقة المبذولة أثناء فترات التدريبات أو التمرين مع مراعاة شدتها
. ولا ننسى بأن توقيت تناول الوجبة يعلب دورا أساسيا أيضا، بالإضافة لخضوع الاعب لبعض التحاليل للتأكد من سلامته كما هو الحال في بعض الرياضات قبل الموسم وأثناء الموسم وبعد الموسم.
إن تحسين الأداء الرياضي عبارة عن منظومة متكاملة يجب أن يتم الإشراف عليها من قبل مختص للحصول على النتائج الإيجابية التي تنقل الاعب إلى مستوى جديد، وإلمام كامل بالمغذيات وكثافتها والمكملات التي تساعد الاعب في تحسين وضعه خاصة بأن برامج المحترفين غالبا تكون عالية بالسعرات الحرارية، فالبعض منها يتجاوز ٥٠٠٠ سعرة حرارية باليوم، فمن المهم توفير الحلول التي تساعد هذا الاعب على تناول هذه الكميات بكل اريحية
ختاما، في علوم التغذية الرياضية دائما يقال: ما لا تستطيع قياسه فأنت لا تستطيع تطويره، إن لم يكن الأخصائي يمتلك الأدوات الازمة حتى يرصد مستوى ادائك فمن الصعب التنبؤ بمستوى تحسين ادائك الرياضي